بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 15 مارس 2012

إن لم تقتله قتلك

   ربما اصبح من مميزات عصرنا " الشلابيكي" أن تجد كثير اَ من الناس مشغولين طوال الوقت, حتى في أمور غير ذات قيمة واهمية. فقد استنتج بحث جديد أن الناس تعمل ليس فقط من أجل كسب العيش, أو مساعدة الآخرين, أو تحقيق اهداف مادية, وأنما ايضا لأن تفريغ الطاقة في عمل شيء ما يجعل الفرد يشعر بسعادة, حتى لو كان هذا العمل بلا جدوى حقيقية. فهم يشعرون بسعادة أكبر من أؤلئك الذين يجلسون دون أي نشاط يذكر.
   لكن من الغريب فعلاَ أن تجد أناساَ دائماَ يشتكون من الملل، ولا يجدون شيئاً يفعلونه, وتحيط بهم الكآبة, وتجد آخر لا يجد في وقتاً كافياً ليفعل كل ما يريد القيام به.  وتجد شخصاَ يعني من الفراغ, وآخر لا مكان له في حياته.
   ربما لو حسبنا مقدار الوقت الذي يقضيه الواحد مشغولا شغلاَ حقيقيا في يومه تجده لا يتجاوز النصف ساعة, يقضي باقي وقته في حالة تفكير بلا افكار "صافن" أو ينظر حوله "بلا تأمل أو تفكر", أو منشغلاَ بحديث لا بداية ولا نهاية ولا هدف له, أو قد ينخرط في جدال عقيم.
   يعتقد الكثيرون أنهم يقتلون الوقت بقيامهم بلا شيء, بينما في الواقع أن الوقت هو الذي يقتلهم. يقتل صحتهم ومشاعرهم ونفسيتهم. تجدهم لا يشعرون بالرضا عن أنفسهم أو عن الآخرين أو عن أحوالهم. دائماَ يجدون مبررات أو اشخاصاَ يعلقون عليهم حالتهم النفسية أو فشلهم أو مشاكلهم، وربما اقرب تشبيه لحالة أولئك هي "الضياع".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق