بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 16 نوفمبر 2012

اللي ما يقدر على الحمار يتشاطر على البردعة

شلابيك- يتجه العقل اللاواعي عند الجماهير حين تثار، إلى تفريغ الشحنات العاطفية والانفعالية التي ملأتها، وكما يحدث ان يمتلأ الوعاء بالماء او الهواء او ما شابه، تمتليء الروح والفكر والعقل، وتحتقن بالاحقاد والكراهية وحب الانتقام، ولا ترى لها راحة ولا هدوء إلا بالتنفيس في أحسن الأحوال، او الإنفجار في أسوأها.
   ويحدث الانفجار بشكل غير متوقع، وبزمن وتوقيت غير مدروس بالضرورة، لكنه نتيجة لأحداث سابقة، ونتائج لاحقة، يحدث، ويعبر عنه بأساليب وطرق تكاد تكون واحدة، ذلك أن النفس الإنسانية هي واحدة في جوهرها وطبيعة تكوينها.
   يحدث الإنفجار، ويأتي مباركاً ومصعداً بوجود مشاركين ومؤازرين، وهنا يحدث ما لا يعرف عقباه، فكل فرد يشحن الآخر، ويحفزه على الاستزادة في الفعل الذي يكون عادة تكسير او ضرب او صراخ او اي شكل من أشكال التعابير الانفعالية التي تعبر عنها النفس البشرية المشحونة، الغاصبة، الحاقدة.
   لكن السؤال الكبير هنا إلى من يوجه هذا الانفجار، (الدقة رح تيجي في مين) كما نقول في كلامنا العامي، والجواب على صاحب النصيب، وعلى من يعتقد فيه الغاضب، او الجمهور الغاضب انه سبب غضبه.
   ولكن قد لا يصل الغاضب إلى المتسبب في غضبه، حتى ينفجر فيه، ويعبر عما آل إليه من سوء حال، فهنا يذهب التعبير عن الغضب الانفجاري إلى الرمز الذي يتبع هذا الأخير.
   مثلا الممتلكات العامة، المنشآت الحكومية، حتى وإن كانت لخدمة المواطن، فهي بالتالي تتبع الدولة والحكومة، التي هي هنا سبباً مباشراً في حالة الغليان، والغضب، ولكن قد لا يستطيع (الغاضب) الوصول إليها لحصانتها أو قوتها، او بعدها، فيلجأ إلى ما يخصها، وإن كان يخصه في نفس الوقت، فيقوم بالتخريب او التكسير او التدمير.
حالة انفعالية، يعبر عنها بهذه الطريقة التي قد تنم عن الضعف في الأغلب، وهذا يذكرنا بالمثل القائل
اللي ما بقدر على الحمار يتشاطر على البردعة
   يعني غير قادر أن يطال الحكومة المتسبب الرئيسي، فلجأ إلى ما يمثلها من مؤسسات وأَدوات، وعبر عن غضبه بتحطيمها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق